ارتفاع درجات الحرارة الكبير في مصر وإنقطاع الكهرباء: مواجهة تحدٍ صيفي خطير
في هذا الصيف اللاهب في مصر، عندما ترفع الشمس ملكيتها فوق السماء الزرقاء الساحرة، يصبح الهواء كمرمى نيران والأماكن العامة تصمت وتخلو. تميل الشوارع والأسواق النابضة بالحياة عادةً إلى الخمول، والمواطنون يسعون إلى البقاء في الأماكن المكيفة والباردة، لكن حتى هذه الملاذات ليست آمنة من هذا الصيف اللافت.
مصر، البلد العريق بتاريخها العظيم، تشهد تغيرات مناخية جذرية تهدد حياتها واقتصادها. الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة أصبحا تحديين كبيرين يهددان أرض الفراعنة. بالرغم من أن الجمال الطبيعي لمصر مذهل، إلا أنها أصبحت أكثر جفافًا وحرارةً من أي وقت مضى.
تصاعد درجات الحرارة:
تشهد مصر درجات حرارة عالية خلال فصل الصيف بسبب مناخها الجاف والصحراوي. ولكن في السنوات الأخيرة، شهدت البلاد ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة، حيث تتجاوز الحرارة في بعض المناطق الـ 40 درجة مئوية بانتظام. هذا الارتفاع يجعل الحياة أكثر صعوبة للمواطنين، حيث يصعب التعامل مع درجات الحرارة العالية والاحتياج المتزايد للتبريد والتكييف.
هذا الصيف اللاهب ليس كالمواسم السابقة. فمصر، مثل العديد من البلدان حول العالم، تواجه عواقب مدمرة نتيجة للاحتباس الحراري وزيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. يتسبب هذا الارتفاع في تغيرات مناخية جذرية تؤثر على موارد المياه والزراعة والصحة والاقتصاد.
إنقطاع الكهرباء:
ما يجعل هذا الصيف أكثر قلقًا هو انقطاع الكهرباء الذي يطال الكثيرون. في الأيام الحارة، يكون الطلب على التبريد الكهربائي هائلًا، مما يجعل الشبكة الكهربائية تتحمل عبئا ضخمًا. مايؤدي إلى عدم الانتظام في تقديم خدمات الكهرباء وهو مايجعل المواطنون في مواجهة الحرارة القائظة.
تعتمد مصر بشكل كبير على الكهرباء لتشغيل الأجهزة المنزلية وتبريد المساكن والمنشآت التجارية والصناعية. ومع ارتفاع درجات الحرارة، يزداد الطلب على الكهرباء بشكل كبير. ولكن البنية التحتية الكهربائية في مصر تواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك قلة الاستثمار في القطاع وزيادة الأحمال على الشبكة.
نتيجة لهذه التحديات، يشهد العديد من المصريين إنقطاعات متكررة في التيار الكهربائي خلال الصيف. هذا يعني أن المكيفات والمروحيات وأجهزة التبريد تتوقف في بعض الأحيان، مما يترك المواطنين في ظروف صيفية حارة بدون وسيلة للتبريد والراحة.
على الرغم من كل تلك التحديات والصعاب، فإن المصريين يستمرون في التصدي للصيف الحار بشجاعة وإصرار. إذ يبحثون عن حلاً للتغير المناخي، سواء من خلال الاستثمار في الطاقة المتجددة أو زيادة الوعي بأهمية التحفظ على الموارد الطبيعية.
وتعمل الحكومة المصرية على الاستثمار في تطوير البنية التحتية الكهربائية وزيادة القدرة الإنتاجية. مع تشجيع الاستدامة وزيادة الوعي بأهمية ترشيد استهلاك الكهرباء في المجتمع. مع التعاون بين القطاع الحكومي والخاص من أجل توفير حلاً شاملاً لمشكلة ارتفاع درجات الحرارة وإنقطاع الكهرباء خلال فصل الصيف.
الطاقة الشمسية في مصر هل تكون البديل الممكن؟
تعتبر مصر من أغنى دول العالم بالطاقة الشمسية، حيث تقع جغرافياً بين خطي عرض 22 و 31.5 شمالاً، وبذلك فإنها تعد في قلب الحزام الشمسي العالمي. ووفقاً لتقرير حديث لمنظمة “غلوبال إنيرجي مونيتور” لرصد وضع الطاقة المتجددة في المنطقة العربية، فإن مصر تنتج الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بمعدلات إنتاج 3.5 غيغاواط، تليها الإمارات بنحو 2.6 غيغا.
وفي خطة 2035، تستهدف مصر الوصول بإنتاجها للكهرباء من الطاقة الشمسية و طاقة الرياح إلى 6.8 غيغاواط بحلول عام 2024، مقسّمة بين 1.6 غيغا من طاقة الرياح و1.9 غيغا من محطات الطاقة الشمسية.
فرص الإستثمار في مصر في مجالات الطاقة المتجددة كبيرة جدًّا، حيث أن هذه المجالات تشهد نموًّا كبيرًّا في مصر، وذلك نظرًّا لأن هذه المجالات تعتبر من أهم المجالات التي يتم التركيز عليها في مصر حاليًّا، وذلك نظرًّا لأن هذه المجالات تسهم في تحسين اقتصاد مصر، كما أن هذه المجالات تسهم في تحسين جودة حياة المواطنين في مصر.