تعليم أون لاين
مكتوب بالعربي موقع مستقل، محتواه موجه إلى بلاد العالم العربي

رعاية حيوانات الشوارع: هؤلاء ينفقون ملايين الدولارات لصالحهم

في مصر يوفر لهم البعض السم بدلًا من الطعام

بريطانية أنفقت مع زوجها نحو 70 مليون جنيه لإنقاذ كلاب الشارع.. وترفض نقلهم خارج وطنهم
مغتربة في سلطنة عُمان عشقت قطط الشوارع فأنقذت منهم 8 آلاف وأنفقت عشرات الآلاف من الدولارات

0 1٬133

رعاية حيوانات الشوارع ، أمر لا يقل أهمية عن الاهتمام بالإنسان وحقوقه حول العالم.. في السنوات الأخيرة شهدت مصر أكثر من واقعة بشأن تعمد قتل القطط.

أبرز تلك الوقائع، تسميم القطط الموجودة في النادي الأهلي بمنطقة الجزيرة عام 2015.

وقتها تظاهر عدد من الأشخاص المهتمين بحقوق الحيوان ردًا على هذه الواقعة، وتحول الأمر لقضية رأي عام بسبب مناقشتها على شاشات التليفزيون وفي الصحف.

لكن في عام 2016، تكررت الحادثة.. هذه المرة في منطقة مصر الجديدة، وتحديدًا بالقرب من حديقة الميريلاند، والتي شهدت مذبحة للقطط عن طريق تسميمهم جماعيًا.

اقرأ أيضًا: أول مطعم للعراة في فرنسا: يتخذ هذا القرار بعد 15 شهرًا من افتتاحه

رعاية حيوانات الشوارع: هؤلاء ينفقون ملايين الدولارات لصالحهم
رعاية حيوانات الشوارع

وفي عام 2017، تكررت الحادثة بنفس الطريقة في نادي الشمس.

بالطبع لم تكن تلك الحوادث هي الوحيدة في السنوات الأخيرة، لكنها ربما الأشهر…

وربما كل يوم يواجه حيوانات الشارع هذه المذابح في أكثر من مكان وبأكثر من طريقة.

على الناحية أخرى، فهناك على هذا الموكب من يهتمون بـ رعاية حيوانات الشوارع ، ويوفرون كل أوقاتهم وأموالهم لإنقاذ ورعاية الحيوانات..

ليست منظمات حقوق الحيوانات فحسب، وإنما أيضًا أشخاص عاديون آمنوا بأن من حق الحيوان أن يحيا حياة كريمة وطبيعية.

أحدث قصص الأشخاص الذين خصَّصوا من حياتهم جزءًا كبيرًا لإنقاذ ورعاية الحيوانات هما “ماري – 49 عامًا” و”ستيف – 59 عامًا”.

اقرأ أيضًا: طقوس دفن الموتى في اليابان: مكياج وملابس جديدة!

رعاية حيوانات الشوارع: هؤلاء ينفقون ملايين الدولارات لصالحهم

زوجين بريطانيين يعيشان في الهند منذ نحو 10 سنوات، يمتلكان الآن حوالي 96 كلبًا، جميعهم جاءوا بهم من الشوارع، وجدوهم في حالات صعبة دون مأوى ومأكل…

وقرروا أن يحولوا حديقة منزلهما إلى منزل كبير لتلك الكلاب بعد أن كانت مجرد كلاب مشردة.

تقول ماري عن رعاية حيوانات الشوارع : “التقيت بستيف للمرة الأولى في حانة عندما كان عمري 26، بنينا حياة سوية.. وقبل 10 سنوات كنا مرتاحين بما فيه الكفاية لتحمل المخاطر”.

تضيف: “تقاعد ستيف عن العمل مبكرًا، وقتها قررنا أن نسافر لنكتشف العالم ونستمتع بالحياة، خاصًة أننا كنا مازلنا صغارًا.. واقترح علينا أحد الأصدقاء أن نطير إلى الهند، وتحديدًا في كيرالا، موطن الشواطئ المصفوفة بأشجار النخيل المطلة على بحر العرب”.

اقرأ أيضًا: كلمات قبطيّة في حياتنا اليومية: عنتيل وهجّاس و تارللّي

رعاية حيوانات الشوارع
رعاية حيوانات الشوارع

تستكمل: “وهناك تحولت حياتنا، خاصًة بعد أن شاهدنا تشيتي وليجزي، وهما كلبين أخذناهم من الشارع بعد أن وقعنا في حبهما، لتبدأ من هنا قصتنا في التطوع لإنقاذ حيوانات الشارع”.

ماري تقول إنهما كانا يخططان للبقاء في كيرالا لمدة أسبوعين فقط، “استمرينا وأصبحت مكان سكننا طوال الوقت، فأنهينا حجز الفندق، واستأجرنا مكانًا للسكن الدائم، واصطحبنا معنا تشيتي وليجزي.. ومع الأيام أدركنا أن السكان هُنا لا يعرفون شيئًا عن رعاية حيوانات الشوارع ولا يعاملون كلاب الشوارع بشكلٍ جيد.

رعاية حيوانات الشوارع
رعاية حيوانات الشوارع

وتصف لنا الصورة: “من المألوف هنا أن نشاهد البعض يقذف الكلاب بالحجارة، ولدينا كلب يُدعى بودجي حصلنا عليه من الشارع، وجدنا مربوطًا من قدميه الخلفيتين ويجر قطع من الأثاث طوال اليوم!”.

قام الزوجين باستئجار عربة وسائق دعموه بالطعام من أجل أن يُطعم كلاب الشارع في أرجاء المدينة…

وبعد 4 سنوات من هذا العمل الإنساني الخاص بـ رعاية حيوانات الشوارع ، بدأوا يشعروا بالنجاح، لا سيما بعد أنّ بدأ بعض سكان المدينة يشاركوهم نفس الروح ونفس السلوك.

اقرأ أيضًا: الصداقة: هل جربت أن يبصق صديقك في وجهك؟!

رعاية حيوانات الشوارع
رعاية حيوانات الشوارع

بدأ البعض يشارك في عمليات رعاية حيوانات الشوارع وإنقاذ كلاب الشارع، وتبنيهم ورعايتهم.

بعد ذلك قرر الزوجين افتتاح مركز لرعاية كلاب الشارع، وتم تعيين السائق الذي يعمل معهما مديرًا لهذا المكان.

خلال 4 سنوات أنفق الزوجين نحو 300 ألف جنيه إسترليني وهو ما يعادل نحو 70 مليون جنيه مصري.

تلك الأموال من نفقاتهم الشخصية، وعلى الرغم من ذلك تقول ماري إن التكاليف أكبر بكثير وأنهما لا يستطيعان تحمل تكاليف رعاية الكلاب وحدهما، خاصًة وأنّ عملية الإخصاء تتكلف 15 جنيه إسترليني، بينما إطعام مجموعة الكلاب يتكلف يوميًا نحو 25 جنيه إسترليني، وهو ما يعادل حوالي 500 جنيه مصري.

وعلى الرغم من الصعوبات التي يواجهها المركز بسبب التكاليف، لا تقبل ماري طلبات التبني التي تحصل عليها من أشخاص في بلاد أخرى.

وتوضح ماري أنَّ تكاليف نقل الكلب من موطنه في الهند إلى بلد آخر قد تصل إلى 5 آلاف جنيه استرليني، أي أكثر من 100 ألف جنيه مصري.

اقرأ أيضًا: الموت قريب: وفيّات سُكان هذا البلد تزيد 25% في هذا اليوم سنويًّا!

ولذلك هي تفضل تشجيع الناس على التبرع لبرامج الرعاية والتطعيم.

وتجري ماري محادثات حاليًا مع الحكومة المحلية للموافقة على تمويل برنامج لمكافحة داء الكلب.

وقد اجتمعت مع السلطات المحلية لثنيهم عن خطة لبناء قفص في الغابة لجمع كلاب الشوارع بداخله.

في العام ذاته، وفي الشهر نفسه، ظهرت قصة امرأة بريطانية أخرى، ليس في الهند هذه المرة، اختارت أن تعيش في العالم العربي، وتحديدًا في مسقط عاصمة سلطنة عُمان.

قضت هذه السيدة التي تُدعى “ليزلي لوينز” والبالغة من العمر 62 عامًا، نحو 23 عامًا في عمليات رعاية حيوانات الشوارع وإنقاذ وقطط الشارع في عاصمة عُمان، إذّ تمكنت من إنقاذ نحو 8 آلاف قطة حتى الآن.

اقرأ أيضًا: واقعة حقيقية: عندما أنقذت مصر مُسلمي وعرب أوروبا من الاضطهاد عام 1947

وانتقلت لوينز للعيش في عُمان بعد أن حصل زوجها على وظيفة هناك عام 1992…

ولأنها كانت دائمًا مُحبّة للحيوانات، كانت اهتماماتها تنصب في عمليات إطعام القطط، حيث تشتري كميات كبيرة من الأطعمة على نفقتها الشخصية، وتسير من شارع إلى آخر فقط بحثًا عن قطط الشوارع لتعطيهم وجبة اليوم.

تقول لوينز: “أدركت بسرعة أنه بسبب إطعامهم، كانت أعدادهم تنمو.. كانوا يتكاثرون باستمرار، وقررت بعد ذلك أنه عليّ القيام بشيء حيال ذلك”.

وتضيف: “لم يكن الأمر سهلًا، كان هناك الكثير للتعلم والعديد من المعدات الأساسية لابد من شرائها، ولحسن الحظ كان هناك بعض الأصدقاء الداعمين، وتعلمت من صديقة تعمل في إسبانيا ضمن مجموعة إنقاذ الحيوانات كيف أصنع صندوقًا لالتقاط القطط من الشوارع وأخذها في مكان مغلق لرعايتها، لكن بعد أن زاد عددهم في منزلي أدركت أن الأمر سيكون مُكلف للغاية، فلجأت إلى عمليات الإخصاء للحد من التكاثر والتناسل”.

تصف لوينز القطط في شوارع مسقط وتقول: “قطط الشوارع في عُمان تتمتع بشخصيات رائعة، لا يوجد شيء يُرضيني أكثر إرضاء من رؤية قططي.

رعاية حيوانات الشوارع
رعاية حيوانات الشوارع

تقول أحدث الإحصاءات الحديثة إن الملايين من أصحاب الحيوانات الأليفة يعانون من دفع فواتير باهظة تصل إلى آلاف الدولارات لعلاج وإطعام حيواناتهم، وذلك لأنهم لم يوفروا لهم تأمينًا على حياتهم، في ظل ارتفاع التكاليف البيطرية.

وأظهر البحث الذي أصدرته هيئة التأمين البريطانية (ABI) في مايو الماضي أن ما يقدر بـ 67٪ من الكلاب و 84٪ من القطط في المملكة المتحدة غير مؤمّنة…

أيّ ما يصل إلى 12.4 مليون قط وكلب تُكلف أصحابها فواتير باهظة تصل لآلاف الجنيهات الإسترلينية.

لكن مع مرور الوقت يزداد الأشخاص الذين يوفرون تأمينًا صحيًا لحيواناتهم.

اقرأ أيضًا: بريطاني يكتشف كنزًا من الذهب يعود لآلاف السنين

ووفقًا للأرقام، فإن العام الماضي شهد ارتفاع في نسبة المتقدمين لطلب عمل تأمين للحيوانات، حيث وصل لأكثر من مليون طلب، وذلك للمرة الأولى في تاريخ بريطانيا.

كما دفعت شركات تأمين الحيوانات الأليفة 775 مليون جنيه إسترليني، وبلغ متوسط المطالبة 757 جنيهًا إسترلينيًا.

وتضاعفت المدفوعات تقريبًا منذ عام 2007، عندما كان متوسط المطالبة 386 جنيه إسترليني فقط، مما يعكس كيف ارتفعت أسعار العلاج بشكل حادٍ خلال السنوات القليلة الماضية.

اترك تعليقًا
Translate »
arArabic