طقوس دفن الموتى في اليابان: مكياج وملابس جديدة!
طقوس دفن الموتى في اليابان تختلف كثيرًا عن طقوس الثقافات الأخرى، فمثلًا في الإسلام يتم تغسيل المتوفى ودفنه في أسرع وقت، وكذلك بالنسبة للأقباط.
ومن خلال السينما العربية شاهدنا نمطان من الحانوتية، أشهرهما الحانوتي “الغبي” أو الكوميدي كما ظهر في فيلم “حماتي ملاك” حين قدم شخصية الحانوتي الفنان الراحل إسماعيل ياسين ومعه مساعده الفنان حسن أتله.
اقرأ أيضًا: انتقال محمد صلاح إلى ريال مدريد لن يتم إلا بهذا المبلغ الضخم!
أما النمط الثاني فهو الشكل التقليدي، الذي يبدو عليه علامات الحُزن والكآبة بسبب وظيفته التي كل زبائنها موتى.
لكن في اليابان يظهر الحانوتي أكثر هدوءًا وأناقةً، وفي معظم الحالات يجب أن يكون الحانوتي فنانًا لأنه لا يُغسل الجثة فحسب، عليه أولًا أم يقوم بأمور أكثر أهمية.
معرض لاستعراض مواهب الحانوتية في اليابان
الموت في اليابان له أهمية وقدّسية كبيرة، حتى أن عدد من المتخصصين في دفن وحرق الموتى في اليابان دشنوا معرضًا في ديسمبر من عام 2015، استعرضوا فيه مواهبهم في تحضير الموتى، وتسمى مهنة تحضير الموتى بـ”نوكانشي”.
التحضير هنا يعني كيفية التعامل مع الجثة وجعلها جاهزة للدفن أو للحرق، وعلى الحانوتي أن يجيد التعامل مع عائلة المتوفى ويكون هادئًا معهم، تعتبر تلك من أبرز مهام عمله أيضًا.
اقرأ أيضًا: الصداقة: هل جربت أن يبصق صديقك في وجهك؟!
في المعرض الخاص بالحانوتية، حاول المتسابقون جذب المشاهدين بكل الطُرق، حتى أن أحدهم أشعل الشموع أثناء تحضيره للميت الذي أمامه لجلب شيء من الحزن.
ليس كل اليابانيون يُحضرون متخصصين تحضير الموتى، ربما لأنها أصبحت عادات من الماضي تقتصر على المناطق الريفية.
وربما لأن مراسم الدفن أصبحت مُكلفة، وقد تتعدى المليون ين، “حوالي 9 آلاف دولار”.
لذلك فهي مهنة غير متوفرة في كل المُدن اليابانية، كما أنها لم تكن منتشرة قبل عام 2011 الذي شهد تسونامي كبير خلف ورائه عشرات الآلاف من القتلى، مما أدى لتزايد الطلب على الحانوتية آنذاك.
اقرأ أيضًا: غرائب زيارات المسؤولين والحُكام: مواطن يحرس حذاء النحاس باشا رئيس الحكومة!
وساهم الفيلم الياباني “Departures” في معرفة المزيد عن مهنة الحانوتي المتخصص في أمور التحضير، وهو الفيلم الذي حصل على أوسكار أحسن فيلم أجنبي عام 2008.
كيف يتم تحضير الميت للحياة الآخرة؟
بالنسبة للحانوتي الياباني فالجثة يختلف تحضيرها حسب حالة الموت، فالمقتول أو المُنتحر مثلاً يتم خلع ملابسه واستبدالها بملابس أخرى جديدة تكون لونها “أبيض”.
أما الذي توفى في ظروف طبيعية ففي الغالب تكون لون الملابس “بنفسجية”.
في الثقافة اليابانية تقف عائلة المتوفى أمام الجثة أثناء عملية الغسل والتحضير، وأحياناً ما يجلبون مجموعة من الأشياء المهمة التي كان يستخدما المتوفى لتكون معه أثناء تلك العملية.
وهنا نتذكر الحضارة الفرعونية التي اهتمت بوضع بعض متعلقات المتوفى في مقبرته بعد تحنيطه.
وسط الشموع، وعلى سطح نظيف مفروش بالأبيض تنام الجثة، وأمام الحاضرين وبهدوء شديد يقوم الحانوتي أو مساعده بخلع ثياب المتوفى تحت الغطاء الأبيض الموجود على الجثة، وذلك بعد حشو الفم بالقطن.
اقرأ أيضًا: متحف يحمل اسم أشهر حاكم فرنسي في القاهرة.. يقع في أحد…
ثم بقطعة قماش مُبللة ومُعقمة يغسل الحانوتي الجثة بكاملها بطريقة “المَسح”… قديماً كان يتم وضع الجثة في حوض مخصص للغسيل.
حلاقة اللحية للذكور وأحمر الشفاه للإناث
بعد عملية تحضير الجسد، تأتي الخطوة التي تعتمد على حرفية الحانوتي وفنه في تحضير الوجه وتزيينه بمستحضرات التجميل.
يوجد نوعين من المستحضرات، الأول مخصص للنساء والثاني مخصص للرجال.
تختلف أيضًا طريقة وضع المكياج “ميك آب” على الوجه عند الرجال، لأنه أولًا لا بد من حلق اللحية والشارب جيدًا قبل وضع المساحيق.
وتظهر مدى دقة الحانوتي وخِفة يده في خطوة الحلاقة، لا سيما وأن جلد المتوفى يكون حساساً وضعيفًا.
تزيين المرأة ووضع أحمر الشفاه المُفضل للمتوفاة هو أكثر ما يميز الحانوتي المُحترف في اليابان.
اقرأ أيضًا: عمليات الفرقة 777 صاعقة: ضابط مصري في زي “نسائي” لهذا السبب!
خاصةً وأنه يقوم بجعل وجهها يبدو وكأنه هو الجزء الوحيد الذي مازال على قيد الحياة إذا نجح في وضع المساحيق بطريقة تجعل السيدة تبدو جميلة كما وأنها تستعد لحفل ليلة رأس السنة وليس للحرق.
في النهاية يتم وضع الجثة في الصندوق الخشبي المخصص لها، استعدادًا للمرحلة الأخيرة، والتي غالبًا من تكون إدخال الجثة في المحرقة لتتحول إلى رماد.
وأمام الصندوق يقف الأحياء يلقون عليها ذكرياتهم وقصصهم معها قبل الوداع الأخير.