تعليم أون لاين
مكتوب بالعربي موقع مستقل، محتواه موجه إلى بلاد العالم العربي

روسيا تستعيد أمجاد “السوفيتي” عن طريق أضخم طائرة في التاريخ

العديد من مشاريع الاتحاد انتهت بسقوطه عام 1991

 

0 393

في ضواحي مدينة كييف في أوكرانيا في مكان ما بجوار محطة مترو أنفاق، يقبع هذا المصنع العملاق الذي يضم أضخم طائرة في التاريخ ، والذي تم تشييده في زمن الاتحاد السوفيتي في ثمانينات القرن الماضي، مبنى باهت يمكن أن تسير بجواره دون أن تُصدق أنّ بداخله سر غير تقليدي ومشروع ضخم لم يكتمل.

في الداخل يمكن العثور على هيكل غير مكتمل لواحد من أعظم مشاريع الطيران في التاريخ، والذي كان واحدًا ضمن مشاريع بدأت في زمن الاتحاد السوفيتي (روسيا حاليًا) ولم تكتمل أو لم تستمر عقب سقوطه عام 1991.

روسيا تستعيد أمجاد "السوفيتي" عن طريق أضخم طائرة في التاريخ

الطائرة “أنتونوف An-225” التي تُعد الأضخم في التاريخ، صممها المهندسون السوفييت أيام الحرب الباردة كعملاق يتحدى الجاذبية الأرضية، إذّ إن الهدف من المشروع كان تأكيد سيطرة السوفييت على سماء الكوكب بكل الأشكال وبمنتهى القوة.

روسيا تستعيد أمجاد "السوفيتي" عن طريق أضخم طائرة في التاريخ

تم تصنيع نموذج واحد فقط من أضخم طائرة في التاريخ ، من قبل شركة “أنتونوف” ومقرها كييف، وحملّت اسم Mriya، ومعناه “أوكرانيون من أجل الحلم”، وانطلقت رحلتها الأولى عام 1988 واستمرت في الخدمة منذ ذلك الحين، وجذبت أنظار وإعجاب الملايين حول العالم.

هل يفتح المصنع أبوابه مُجددًا؟

من المفترض أن يبدأ قريبًا المصنع في كييف في استكمال النموذج التوأم الغير مكتمل من أضخم طائرة في التاريخ ، والقابع منذ الثمانينيات كما هو في المصنع، ويعتبر استكمال تشييد النموذج قصة رائعة عن طموحات كبيرة وإحباطات أكبر في التاريخ المضطرب لأوكرانيا الحديثة، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.

من المفترض أن يكون طول جسم الطائرة 84 مترًا، وهو أطول أمتار من أكبر طائرة ركاب في العالم ، وهي طائرة إيرباص A380 العملاقة.

اقرأ أيضًا: ممارسة العلاقات الجنسية في روسيا مع أجانب ممنوع بأمر البرلمان!

روسيا تستعيد أمجاد "السوفيتي" عن طريق أضخم طائرة في التاريخ

وقد بدأت قصة هذه الطائرة في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، عندما كان الاتحاد السوفييتي محاصرًا في سباق مع الولايات المتحدة. وبنهاية السبعينيات، ظهرت الحاجة لنقل حمولات كبيرة وثقيلة من أماكن تجميعها إلى “بايكونور كوسمودروم”، وهو الميناء المترامي الأطراف في صحارى “كازاخستان”، الذي كان نقطة انطلاق الرحلة الفضائية لـ Yuri Gagarin في عام 1961.

اقرأ أيضًا: شائعات مونديال روسيا 2018… من موت “مارادونا” إلى اعتزال “محمد صلاح”

كانت الشحنة المطلوب نقلها هي عبارة عن سفينة الفضاء “بوران”، والتي كانت الرد المباشر من الاتحاد السوفيتي على مكوك الفضاء التابع لوكالة ناسا الأمريكية. وبما أنه لم تكن هناك طائرات قادرة على حملها، وهنا صدر القرار إلى شركة أنتونوف لبدء تطوير طائرة تصلح لهذا الغرض الضخم.

روسيا تستعيد أمجاد "السوفيتي" عن طريق أضخم طائرة في التاريخ

وكان نتيجة ذلك القرار ظهور أضخم طائرة في التاريخ “أنتونوف An-225” أكبر وأقوى طائرة على الإطلاق دخلت الخدمة بنجاح. وفي 21 من ديسمبر عام 1988، أي بعد ثلاث سنوات من ابتكارها، نجحت الطائرة في نقل سفينة الفضاء إلى المكان المُحدد بنجاح.

قواعد غواصات نووية تحوّلت لقنوات وموانئ مهجورة بعد انهيار السوفيتي

وحتى يومنا هذا، لا تزال تلك أضخم طائرة في التاريخ هي أعظم الطائرات التي تم بناؤها على الإطلاق، والتي تمتلك 6 محركات توربينية، ويبلغ وزن حمولتها القصوى 250 طنًا، والتي يمكن حملها بالداخل أو على ظهرها، وجناحيها هما الأكبر على مستوى جميع طائرات العالم.

انهيار الاتحاد السوفيتي

بسبب حجمها، يحتاج الطيارون إلى تدريب خاص للتعامل مع حركاتها، إحدى أساليب المراوغات في الطائرة تُسمى بـ”رقصة الفيل”، وهو مصطلح يستخدم في الطيران بخصوص تسجيل نقل الحمولات.

في عام 1991 انهار الاتحاد السوفياتي، وأخذ معه برنامج الفضاء السوفيتي أثناء الفوضى، وعلى الرغم من ذلك استمر إنتاج النموذج الثاني من أضخم طائرة في التاريخ ، لكن للأسف توقف عام 1994. واليوم تم الانتهاء من حوالي 70 في المائة من تصنيع جميع المكونات الأساسية للبنية الفوقية للطائرة، بما في ذلك جسم الطائرة، الأجنحة، ومعدات الأنف والذيل، ويمكن الانتهاء من تجميع الطائرة إلى وصلت الميزانية إلى ما بين 250 و350 مليون دولار.

قاعدة الغواصات الغامضة أوكرانيا

في مدينة “بالاكافا” بأوكرانيا التي تقع على ساحل البحر الأسود، قرر السوفييت إنشاء واحدة من أهم المقرات السرية لقواعد غوصاتهم النووية. قديمًا في عهد الاتحاد السوفيتي لم يكن يُسمح للأشخاص الذين لديهم عائلات تسكن في تلك المدينة أن يسافرون إليهم إلا بعد استخراج تصاريح أمنية لشدة أهمية المكان بالنسبة للاتحاد السوفيتي آنذاك.

انهيار الاتحاد السوفيتي

تم البدء في بناء القاعدة عام 1957، كان ذلك خلال الحرب الباردة، وسط تصاعد الحواجز بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، حين أصدر ستالين التوجيه لإنشاء أسطول من الغواصات النووية في البحر الأسود.

وعلى عكس العديد من هذه المرافق والمشاريع، فإن قاعدة الغواصات النووية السرية في خليج بالاكلافا نجت من الانهيار بعد سقوط الاتحاد السوفييتي. وظلت قيد الاستخدام حتى عام 1993، لكن مع بدء إزالة السفن ورؤوسها النووية، توقف العمل في القاعدة، حيث أبحرت آخر غواصة روسية من خليج بالاكلافا عام 1996.

انهيار الاتحاد السوفيتي

كان الضابط السوفيتي الذي تم اختياره لقيادة المشروع هو رئيس مشروع الاتحاد السوفيتي النووي “لافرينتي بيريا”، قضى سنوات في البحث عن المواقع المناسبة، قبل أن يقرر في نهاية المطاف اختيار بلدة Balaklava الهادئة. هنا يختفي البحر تحت الأرض عن طريق مضيق ضيق، وتساعد التقلبات والأمواج الساحلية على جعل قاعدة الغواصات غير مرئية من المتطفلين.

القاعدة المهجورة في روسيا

تم البدء في تشييد أنفاق قاعدة “بافلوفسك” في روسيا خلال الستينيات، لكن البناء تباطأ في ثمانينيات القرن الماضي، ومع انهيار الاتحاد السوفيتي توقف المشروع نهائيًا، ليبقى المكان مُهملًا ومجهورًا وغير مكتمل البناء.

انهيار الاتحاد السوفيتي

تظهر الصور الخاصة بالقاعدة عن مخبأ غواصة مهجور والذي يمكن إحيائه في حالة اندلاع حرب جديدة. ويُعتقد أن متاهة الأنفاق المظلمة قد بنيت لتكون ملاذًا نوويًا للغواصات السوفيتية من أسطول المحيط الهادي السوفيتي في منتصف القرن العشرين. وتضم القاعدة التي تُسمى ب” نفقين كبيرين مرتبطين معًا بسلسلة من الأنفاق الصغيرة التي تكون كبيرة بما يكفي للغواصات الضخمة للتنقل بأمان عبرها.

يُعتقد أن الاتحاد السوفيتي قد تخلى عن هذه القاعدة بسبب توقيعه بعض الاتفاقات مع الولايات المتحدة للحد من الأسلحة.

السلاح المُناخي

في ستينيات القرن الماضي كان هناك هوَس عالمي بالنسبة للدول الكبرى لمحاولة استغلال المناخ والتأثيرات المناخية في الهيمنة، وابتكر علماء الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت فكرة اعتقدوا من خلالها أنهم تمكنوا من السيطرة على الطقس، ومن ثم يمكنهم أن يتفوقوا على العدو أثناء الحرب، وقام العلماء بإجراء بحث حول الفكرة.

في عام 1977، تبنت الأمم المتحدة رسميًا اتفاقية تحظر استخدام الأسلحة التي تعتمد على تغيير ظروف المناخ لا سيما بعد دخول الولايات المتحدة الأمريكية المجال ذاته، لكن الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي لم ينفذا القرار، واستكملا طريقهما في دراسة هذا الاحتمال، وأقام السوفييت مواقع لرصد الأحوال الجوية، وكان بمقدورهم التأثير على المناخ في طبقة في طبقة الغلاف الجوي للأرض، باستخدام الأشعة الشمسية والكونية.

علماء الاتحاد السوفيتي حاولوا استخدام المناخ كسلاح مُدمر لكن المشروع لم يرى النور إلى الآن!

وعلى الفور تم تأمين المدينة وبدأت أعمال البناء، وأخذ المشروع 4 أعوام لإكماله، حيث تم قطع أكثر من 120 ألف طن من الصخور وإزالتها بعناية لتشكيل غرف ضخمة تحت الأرض مفتوحة ماء.

تم إنشاء مرفق التسخين الأيوني للكرة الأرضية (SURA)، وهو مختبر روسي للبحث في طبقة “الأيونوسفير”.. في الثمانينيات كان يشبه إلى حد كبير البرنامج البحثي الأمريكي المعروف باسم “HAARP”.. في ذلك الوقت، شهد السكان القريبون من مكان التجارب أضواء متوهجة غريبة في السماء، وتحركات لكرات حمراء.

لكن بسقوط الاتحاد السوفيتي، اختفى الحديث عن هذه الأبحاث على الأقل بشكلٍ رسمي، ولم يعد للمشروع وجود، حتى أنَّ البعض يعتقد أن الأمر كان مجرد كذبة، ولم يكن له أي أساس من الصحة!

اترك تعليقًا
Translate »
arArabic