سالمة يا سلامة.. أغنية فتيات الدعارة في مصر وإليك تاريخها!
سالمة يا سلامة رُحنا وجينا بالسلامة، بالتأكيد تعرف هذه الكلمات خاصًة إذا كنت من مصر أو يزيد عمرك عن 20 عامًا، فهي الأغنية الأشهر منذ عقود.
كثيرًا ما كُنا نغنيها في الرحلات المدرسية والجامعية، كثير من المطربين غنّوها، أشهرهم داليدا المطربة المصرية ذات الأصول الإيطالية.
لكن ما علاقة سالمة يا سلامة بفتيات الدعارة؟!
قبل أكثر من 70 عامًا لم تكن أعمال الدعارة مُخالفة للقانون المصري، بل كانت لها أماكنها المعروفة والمشروعة.
وكانت بيوت البغاء لها تراخيص وأوراق قانونية في مصر حتى أربعينيات القرن الماضي.
ورغم سهولة الأمر، لم يكن باب العمل في الدعارة مفتوحًا أمام جميع الفتيات، كانت له شروطٍ صعبة للغاية.
وكان العمل في هذا المجال مُقتصراً على بعض النساء اللواتي يتمتعن بصحة جيدة!
كان على الحكومة المصرية أن تضع شروطًا على هؤلاء الفتيات اللواتي يعملن في مجال الدعارة، من أهمها التأكد من صحتهن.
لذلك كان هناك رُخصة تصدر لفتيات البغاء بعد أن يمروا بكشف طبي شامل عليهن، بواسطة إحدى مستشفيات الحكومية.
وعلى ما يبدو أنَّ الكشف كان صعبًا للغاية، وكثير من الفتيات كانوا يخسرن رخصتهن بسبب فشلهم في ذلك المسح الطبي.
أمّا الفتيات اللواتي كان ينجحن في عبور المسح الطبي بسلام دون أن يتم اكتشاف أي أمراض مُعدية بهن، فكانون يحتفلن أثناء خروجهن من المستشفى.
ومن أبرز مظاهر الاحتفال هي ترديدهن لأغنية ” سالمة يا سلامة، رحنا وجينا بالسلامة “، وهي التي تحوّلت فيما بعد إلى أغنية شعبية شهيرة.
وكان فتيات الدعارة يرددن كلمات الأغنية بشكلٍ جماعي عقب خروجهن من الكشف الطبي وبعد حصولهن، على رخصة استمرار مزاولة مهنة الدعارة!
وكان المشهد يبدو كذلك: مجموعة من الفتيات يقفن على عربة يجرّها حصان إلى منازلهن وأماكن عملهن، ويبدأن الغناء: “سالمة يا سلامة رُحنا وجينا بالسلامة”!
سيد درويش الذي يعد واحد من أهم الموسيقيين والملحنين في تاريخ مصر التقط هذا اللحن “سالمة يا سلامة” وحوّله إلى أغنية طويلة.
ثم بعد ذلك قام بديع خيري وقتها باستكمال الكلمات لتتحول إلى أغنية شهيرة يرددها أجيال متعاقبة.
وأصبحت واحدة من أشهر الأغاني المصرية طوال السنوات الـ100 الأخيرة، وفقاً لما أكده الكاتب المصري “مؤمن المُحمدي”.
في القاهرة كان شارع “كلوت بيك” الذي يبدأ من ميدان رمسيس بجوار الفجالة وينتهي إلى العتبة هو أحد أهم شوارع البغاء في مصر.
لا يزال الشارع موجودًا إلى الآن بالاسم ذاته، ولا تزال البيوت التي كانت يُمارس بها البغاء موجودة، لكنها تحوَّلت إلى فنادق رخيصة أو مخازن بضائع.
في أربعينيات القرن الماضي كان سيّد جلال واحدًا من أبرز نواب البرلمان المصري، وظلّ طوال أكثر من 6 سنوات يحاول إقناع الحكومة بإلغاء بيوت البغاء.
زاد اهتمام جلال بهذا الأمر لأنه كان نائبًا عن حي باب الشعرية الذي يضم ذلك الشارع “كلوت بيك”.
على ما يبدو أنَّ الحكومة المصرية لم تكن مهتمة بذلك الأمر…
لذلك خطط جلال لإحراج وزير الشؤون الاجتماعية آنذاك، وهو المسئول عن عمل تراخيص بيوت البغاء في مصر.
كان الوزير وجلال أصدقاء ويسكنان في الحي ذاته، فقام جلال بدعوة الوزير لمعاينة موقع مشروع خيري كان يستعد لتدشينه.
وقام جلال بمرافقة الوزير في الحنطور الذي ينقلهم من مقر الحكومة إلى موقع المشروع…
كانت خطة جلال (بحسب ما روى الشيخ متولي الشعراوي) أن يسير الحنطور في شارع “كلوت بيك”، فيشاهد فتيات الدعارة الحنطور ويعتقدون أنه رجل غني، لا سيما وأنَّهن لا يعرفون وجه الوزير فسيتعاملون معه وكأنه زبون!
ونجحت خطّة النائب البرلماني، حاصرت أحاطت فتيات الدعارة الحنطور، بل وتحرشن بالوزير!
كل منهن تحاول السيطرة عليه عن طريق كل وسائل المغازلة والتحرش اللفظي والجسدي لاعتقادهن بأنه زبون ثري!
تسبّب الموقف في إحراج الوزير وانزعاجه الشديد، فقرر إلغاء نشاط البغاء في مصر تمامًا، وذلك عام 1947.
إذا كنت تبحث عن أحدث أكواد الخصم التي تمنحك تخفيضات حقيقية على جميع المنتجات، فأنت…
ماكينات القهوة المنزلية أصبحت جزءاً أساسياً من حياة الكثيرين، حيث توفر طريقة سهلة وسريعة لتحضير…
الصيام هو أحد أركان الإسلام التي فرضها الله على عباده ليحققوا من خلاله التقوى والعبادة…
التسوق للملابس والأحذية يمكن أن يكون تجربة ممتعة، لكن أسعار بعض المنتجات قد تكون باهظة.…
متاز مصر بالسياحة الشاطئية التي تعد من أهم أنشطة السياحة المحققة لنجاحات كبيرة، والتي تجتذب…
ماذا يجب تجنب عند شراء هاتف عند شراء هاتف جديد، من الضروري تجنب الأخطاء الشائعة…
View Comments